رتفع معدلات الإصابة بالسرطان في وقت
يواجه فيه العلماء والمختصين عبر العالم، صعوبة كبيرة في العثور على
علاجات حقيقية لهذا الداء الفتاك برغم المليارات التي تنفق على البحوث.
وفيما توجد العديد من الأفكار حول أسباب الإصابة بالسرطان، تحدى طبيب
الأورام الإيطالي الدكتور "توليو سيمونسيني Tullio Simoncini" كافة
النظريات من خلال طرح نظريته حول كون سبب السرطان هو الفطريات.
وبناء على هذه النظرية، طبق
سيمونسيني علاجات باستخدام "بيكربونات الصوديوم" بدءاً من سنة 1981، تحت
صيغة NaHCO3 التي تكافح حموضة الجسم وتحوله إلى القلوية. وقال طبيب الأورام
الإيطالي إنه قد نجح بنسبة 90 بالمئة في علاج معظم المرضى، وبمعدل 50
بالمئة في علاج المصابين بسرطانات في حالة متقدمة.
من هو الدكتور توليو سيمونسيني؟
توليو سيمونسيني ليس مجرد طبيب
تقليدي أو عادي، بل أكثر من ذلك، إنه مفكر إنساني فرض نفسه على المجتمع
الطبي والبحثي في العالم، وهو حاصل على شهادة الدراسات العليا في الجراحة
والدكتوراه في الفلسفة. ويقول إنه اختار أن يصب جل اهتمامه الطبي على دراسة
الأورام حيث بات له نظرياته الخاصة حول داء السرطان.
وفي بلده، إيطاليا، لم تكن
الحكومة مسرورة بتلك الاكتشافات، لا بل تعرّض سيمونسيني لـ"الاضطهاد"، لكن
إيمانه القوي حفزه على نشر نظريته بين الناس حول كون السبب في داء السرطان
هو في الواقع نوع من الفطريات. كما اعتبر "منشقاً" بسبب انتقاده لقلة
الأبحاث حول الأورام، واعتباره أنها فشلت في تفسير ماهية السرطان، وهو أمر
يرفض ببساطة معظم الأطباء الاعتراف به.
على موقعه الالكتروني كتب
سيمونسيني "عندما نواجه أكثر المشاكل المستعصية المعاصرة في الطب، السرطان،
أول أمر ينبغي القيام به هو تقبل فكرة أننا لا نزال لا نعرف أسبابه
الحقيقية". كما يعتقد أن هذا ببساطة "فشل" بحد ذاته، ويضيف أن رؤيته
لمعاناة مرضى السرطان يومياً تحفزه على مواصلة جهده البحثي.
ويضيف سيمونسيني على موقعه، أنه
تعرض لحملات اضطهاد في بلده إيطاليا حيث تم إقصاؤه من نقابة الأطباء،
وهجمات من قبل وسائل الإعلام والوسط الطبي، لكنه يقول إن تعاطفه مع معاناة
المرضى يدفعه للمضي قدماً في هذا الدرب. وحاضر سيمونسيني في جميع أنحاء
إيطاليا، كما شارك في عدد من المؤتمرات المنعقدة في الخارج، منها مؤتمر
الطب الطبيعي في فينيكس، أريزونا، والمؤتمر السنوي في لوس أنجلس في دورته
ال36 سنة 2008.
النقاط الرئيسية لفهم فرضية سيمونسيني حول السرطان..
أسس طبيب الأورام الإيطالي
توليو سيمونسيني فرضيته المثيرة للجدل على مدار سنوات من الملاحظة
والتجربة، وهي تقوم على اعتبار الفطريات السبب المباشر للإصابة بداء
السرطان، وتحديداً المُبيضة البيضاء candida albican، والتي كتب عنها "هي
الكائنات الحية الدقيقة الأكثر قدرة على التكيف، على العدوانية، وعلى
التطور في الطبيعة". ويشير إلى أن التأثير المدمر للفطريات على المستوى
الخلوي لم يتم دراسته بعد.
ويعتبر في فرضيته، أن الفطريات
تغزو الجسم، وتتكيف مع البيئة الجديدة، ما يؤدي إلى إضعاف صحة الجسم إما
بشكل عام أو على مستوى بعض الأعضاء، وهو أمر يعتمد على كيفية تفاعل كل جسم
معها. ويعتقد سيمونسيني أن النظام الصحي في إيطاليا يفتقر للمعرفة الأساسية
حول كيفية علاج السرطان، ويكتفي باعتباره تكاثراً للخلايا ويتعامل معه وفق
ذلك.
ويضيف، أنه في حال كانت المعرفة
الأساسية خاطئة، فإن مجمل الفرضيات والعلاجات القائمة عليها يجب أن توضع
قيد التساؤل. ويكتب الدكتور "توليو سيمونسيني" حول هذا الشأن أنه يوجد عدد
غير محدود من الفرضيات حول الأسباب المتعددة التي تؤدي إلى جعل الخلايا
السرطانية تتكاثر، ومنها النظام الغذائي، السموم، والتوتر والضغط النفسي.
وبحسب رأيه، لا تملك أي من تلك العوامل الصلاحية اللازمة لاعتمادها، ما
يخلق مزيداً من الارتباك والغموض حول هذا المرض الخبيث.
وعموماً، يقوم العلاج الذي
اعتمده سيمونسيني على مضاد للفطريات أساسه "بيكربونات الصوديوم" أو
البايكنغ صودا، يتم وضعه في اتصال مباشر مع الفطريات عن طريق حقنه داخل
الورم. ويقضي بروتوكول العلاج باستخدام جرعات قوية في دورات من 7 أيام،
تختلف بحسب اختلاف نوع الورم. ويشرح المزيد عن هذا البروتوكول في كتابه
"السرطان هو فطر" بينما يؤكد أن الآثار الجانبية الوحيدة لهذا العلاج هي
العطش والتعب.
إدانة سيمونسيني إثر وفاة أحد المرضى في 2006
أثارت قصة اثنين من المرضى
المصابين بداء السرطان أخضعهما سيمونسيني للعلاج باستخدام "بيكربونات
الصوديو" جدلاً كبيراً. ففي سنة 2006 أدين بتهمة القتل غير المتعمد بعد
وفاة أحد المريضين بعد تمزق أمعائه في مرحلة العلاج الأولى. ولم يستبعد أن
يكون السرطان هو السبب المباشر في هذه الوفاة، خصوصا وأن اكتشاف إصابته
بالورم كان متأخراً ورفض كافة الاختصاصيين معالجته.
وفي المقابل، حضر المحاكمة
العديد من مرضى الدكتور سيمونسيني وأثنوا أمام القضاء على جهوده في علاجهم.
ولكن في نهاية المطاف اعتبر القاضي أن استخدام هذا الأسلوب غير التقليدي
في العلاج وحقن الأمعاء مباشرة أدى إلى تمزقها وتسبب في الوفاة، وهي
معلومات أوردتها في حينه صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية.
في سنة 2007، سجلت وفاة أخرى في
هولندا لامرأة كانت في حالة متقدمة من المرض، واعتبر الخبراء أنه لا دليل
على أن الوفاة كانت بسبب العلاج، وهو ما ورد في صحيفة "دي فولكس كرانت"
الهولندية.
وبينما سجلت مراكز الوقاية
والعلاج من داء السرطان العالمية وفاة نحو ثمانية ملايين شخص عبر العالم،
أثناء أو بعد إخضاعهم للعلاج الكيميائي والإشعاعي، بات من الصعب جداً تشخيص
السبب المباشر للوفيات، خصوصا مع وجود عوامل كثيرة لديها دور في ذلك. كما
أن مسار الدكتور سيمونسيني تكلل بدوره بحالات إخفاق في علاج هذا المرض
الخبيث، وهو الحال بالنسبة لجميع المختصين في المجال.
مرضى، وزملاء للدكتور سيمونسيني أشادوا بطريقته العلاجية
يمكن العثور في موقع يوتيوب،
على قصص وتجارب شخصية لمرضى خضعوا للعلاج وفقاً لأسلوب الدكتور الإيطالي
"توليو سيمونسيني". ومن بينهم فليب روي، سائق من إنكلترا، يروي إصابته
بسرطان الجلد في 2010، ثم كيف أخبره أطباء الأورام أنه قد شفي بعد إزالتهم
لـ"شامة خبيثة" كانت السبب في مرضه. لكن في 2012، لاحظ وجود ورم جديد على
ساقه، وأظهرت صور الأشعة وجود ورمين اثنين.
وقد تعرف روي من خلال صديقه في
العمل وهو إيطالي، على الدكتور سيمونسيني، وبعد خضوعه للعلاج بالحقن بواسطة
"بيكربونات الصوديوم" كشفت الأشعة اختفاء الأورام، وتماثل السائق
الانكليزي روي للشفاء. وهي قصة نجاح من بين قصص أخرى ميزت مسار الطبيب
سيمونسيني وتجاربه في علاج الأورام في البروستات، والمبيض والرحم، والثدي،
وأنواع أخرى من السرطانات.
سيمونسيني على أمل ثابت في الاعتراف بفرضيته واعتمادها لعلاج السرطان
في كتابه "السرطان هو نوع من
الفطريات "يقول طبيب الأورام الإيطالي الدكتور توليو سيمونسيني "إن لديه
أمل ثابت أن يتم الاعتراف قريباً بالدور الأساسي للفطريات في تطور الأورام
السرطانية، وهو أمر يمكن الوصول إليه في حال استغلال كافة القدرات الموجودة
في المؤسسة الصحية، ومن ذلك العقارات المضادة للفطريات، وطرق العلاج
القادرة الكفيلة بهزيمة سريعة للمرض الذي يجلب الكثير من الخراب للبشرية،
كل هذا دون التسبب في أضرار ومعاناة للمرضى".
ويواصل سيمونسيني مساعيه لنشر
الوعي بين الناس حول طريقته العلاجية "غير المكلفة مادياً" والسهلة التطبيق
في علاج الأورام السرطانية. ويشير في موقعه الرسمي على الانترنت إلى أن
"تكلفة علاجه لن تمثل سوى جزءاً بسيطا ًمن الإنفاق المخصص لباقي الطرق
العلاجية للسرطان".