تمكن أطباء في بريطانيا من إعادة
طفلة للحياة، بكامل عافيتها، بعد تجميدها لمدة 3 أيام، إثر اعتلال أصاب
عضلة قلبها الذي توقف 8 دقائق بعد ولادتها مباشرة.
وأتت الطفلة ويلو روس فوريست
إلى الحياة من خلال عملية قيصرية بعدما تراجع معدل ضربات قلبها خلال عملية
الولادة، ولكن قلبها توقف بالكامل عندما انتهت العملية، بينما راقب
الوالدان القلقان الأطباء وهم يحاولون إنعاش ابنتهما في وحدة الولادة في
مستشفى "جلوسيسترشاير" الملكي.
وبعد 8 دقائق لاحظ المسعفون
عودة النبض تدريجياً، وعندها اقترح فريق من المختصين في مستشفى "سانت
مايكل" في بريستول استعمال علاج التبريد، وهو علاج ثوري يعمل على تبريد
الطفل لمدة 3 أيام لمنع تضرر الدماغ وذلك بخفض درجة حرارتها من 37 إلى 33.5
درجة مئوية، وبعد مرور 15 شهراً على حادثة التجميد استعادت الطفلة عافيتها
بشكل كامل.
وتقول والدة فوريست وزوجها:
"كان كل شيء على ما يرام حتى بدأت عملية المخاض، وحتى عندما أخذوني لإجراء
العملية القيصرية، كان السبب هو أنني لم أحرز أي تقدم لمدة 4 أيام، لقد كنت
مخدرة لدرجة أنني لم أدرك ما يحدث حولي، ولكن بعد 15 دقيقة تحول الأمر إلى
عملية قيصرية طارئة لأن معدل ضربات قلب الجنين تراجع بشكل مفاجئ، وعندها
بدأ العديد من الأشخاص بالجري نحو الغرفة ما جعلني أدرك أن خطباً ما قد
حصل، وعندما ولدت ويلو أدركت ما حصل وبدأت أقول: "أنا لا أسمع بكاءها، ما
الذي يجري؟ لماذا لا تبكي؟".
ووصل فريق من المختصين من
بريستول بغضون ساعة وعندها وضعت ويلو في بزّة التبريد وبقيت في مستشفى
"جلوسيسترشاير" الملكي حتى انتهاء علاج المولودة في 20 نيسان.
وتقول الأم: "لقد كان الأمر
عذاباً كبيراً، أذكر أنني طلبت من زوجي الذهاب إلى بريستول مع ويلو، لأنني
شعرت أن ابنتي بحاجة الى شخص مألوف بجانبها حتى وإن لم تكن تعرف أباها
بعد".
وتابعت: "لم أتمكن من حمل ابنتي
حتى، وبعد يومين لم أعد احتمل الانتظار وغادرت المستشفى بنفسي، وحينها
تمكنت من لقاء ابنتي ويلو أخيراً ولمس يديها الصغيرتين".
وتؤكد الأم التي ذاقت أصعب
اللحظات وهي ترى ابنتها مجمدة: "لم تتمكن ويلو من البكاء لمدة 4 أسابيع لأن
حلقها كان مليئاً بالأنابيب، لم تكن تعرف كيف تبكي حتى، لقد كان الأمر
غريباً، كل ما أردناه هو سماع ابنتنا تبكي، وهي الآن تقوم بهذا الأمر
كثيراً".
وأكدت أن الأعجوبة الآن هو أن ويلو وبعد مضي سنة كاملة قد كبرت لتصبح فتاة مليئة بالصحة والنشاط وخالية من أي مشاكل جسدية او عقلية.
ويقول الأب: "علاج التبريد مذهل
حقاً، حيث يقوم بخفض درجة حرارة الجسم لمنع تضرر الدماغ بسبب نقص
الأكسجين، أذكر أنهم وضعوا ويلو في بزةّ صغيرة مربوطة بوحدة تبريد لمدة 3
أيام، وعند اليوم الرابع بدأوا برفع درجة حرارتها تدريجياً، مضيفاً: "لقد
أظهرت ويلو أداءً ممتازاً أثناء عملية التعافي، وعلى الرغم من أن الأطباء
أخبرونا بوجود احتمالية ظهور مشاكل في النمو إلا أن ويلو كبرت لتصبح طفلة
سليمة".