تعكس تطورات المشهد السوري إعادة
رسم كاملة للتحالفات الاقليمية والدولية بين أطراف النزاع على الأقل في
المدى المتوسط، وتحديداً بين تركيا وروسيا من جهة والأكراد والولايات
المتحدة من جهة أخرى.
وبحسب المعطيات التي جمعها
"لبنان 24" وما أورده تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية اليوم، فإن
الغزل الروسي- التركي هو في أوجه ومهّد للتدخل العسكري لأنقرة في الشمال
السوري. ويقابل ذلك تشنج أميركي- تركي غير مسبوق و"انهيار" في التعاون
الأمني، كما قالت الصحيفة الأميركية، وعشية لقاء الرئيسين رجب طيب أردوغان
وباراك أوباما في قمة العشرين في الصين يوم السبت.
أما الخطوط العريضة لإطار
الصفقة الروسية- التركية حول سوريا والتي بحثها أردوغان مع فلاديمير بوتين
في سان بطرسبرغ منذ أسبوعين ولحقها لقاء عسكري روسي- تركي في موسكو، فهي:
1- رفض روسي وتركي لإقامة دولة
كردية في سوريا، أو تقسيم البلاد إثنيا بما يتماشى أكثر مع مصالح الولايات
المتحدة (تجربة العراق) ويتعارض مع رؤية أنقرة وموسكو للحل.
2- ضوء أخضر روسي يضمن عدم رد
النظام على التوغل التركي في سوريا طالما أنه متفق عليه بين الجانبين.
يساعد تركيا في ذلك حالة الاحباط الروسية من التعقيدات التي تواجهها في
سوريا، وفشل الضربات الجوية بعد عام كامل وحتى من قواعد جوية ايرانية من
انهاء النزاع.
٣- رفع موسكو الغطاء عن قوات حماية الشعب الكردية، وبالتالي تجاهل الغارات التركية ضدها
4- قيام تركيا بتنظيف حدودها من "داعش"، وضرب جبهة "النصرة"، مقابل الصمت الروسي عن استهدافها للأكراد.
٥- ليونة تركية أكبر في الحل السياسي في سوريا اتضح من خلال حديث أنقرة عن قبولها ببقاء بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.
٦- تعاون استخباراتي أكبر بين
روسيا وتركيا في ضرب الارهاب في سوريا، في ظل مخاوف موسكو من عودة مئات
المقاتلين من القوقاز والشيشان في صفوف "داعش" و"النصرة"، ومشاركة أنقرة
لهذه المخاوف.
٧- الاتفاق الروسي- التركي على
دعم فصائل معينة من الجيش الحر تواصلت معها روسيا في الفترة الأخيرة، ومد
اليد الى قبائل من التركمان والسنة في محاربة "داعش"، أمام الضعف العسكري
لنظام الأسد وحالة الارهاق في قواته بعد أربع سنوات من الحرب، وعدم قدرة
حلفائه من الميليشيات الشيعية على حسم المعارك.
التحالف الروسي- التركي هو
تكتيكي في الوقت الحالي انما ذات أهداف استراتيجية، وقد يستمر في المدى
الأبعد في حال استمرت السياسة الأميركية على حالها بعد أوباما ومع امتداد
الحرب السورية.