فرضت شركة "غوغل" عقوبات على بعض
المواقع الإلكترونيّة، سيبدأ تنفيذها في العاشر من كانون الثاني 2017 على
نسخ هذه المواقع للهواتف الذكيّة (حيث الشاشة أصغر)، وتقضي بتخفيض معدّل
ظهورها في نتائج البحث عبر محرّكها ما قد يؤثّر في تصنيفاتها العالميّة
ومعدّلات الولوج إليها.
أمّا السبب فهو قيام هذه
المواقع بعرض نوافذ إعلانيّة منبثقة (Pop-Up Ads)، التي تعدّ المنفّر
الأبرز لمستخدمي الإنترنت، لكونها تدفع أغلبهم لإغلاق الصفحات التي
يتابعونها تجنباً لها. وتشمل العقوبات المواقع التي تعرض إعلانات تملأ
الشاشة بالكامل، أو إعلانات تمنع ظهور المحتوى بالكامل، الأمر الذي ساهم في
تراجع مبيعات الإعلانات عبر غوغل.
بحسب النتائج الماليّة التي
حققّتها "ألفابت" (الشركة الأم لـ"غوغل") في الربع الثاني من عام 2016، فقد
نمت العائدات بنسبة 21%، إذ حقّقت الشركة عائدات إجماليّة بقيمة 21.5
مليار دولار (كانت 17.7 مليار دولار العام الماضي)، بلغت الأرباح الصافية
5.8 مليارات دولار (كانت 4.8 مليارات دولار العام الماضي). وفي تفصيلها،
حقّقت المواقع التابعة لـ"غوغل" 15.4 مليار دولار، وحقّقت شبكة المواقع
تحديداً 3.7 مليارات دولار، والإعلانات 19 مليار دولار، و2.1 مليار دولار
من حصتها في بيع التطبيقات عبر متجر "غوغل بلاي". مع الإشارة إلى هبوط
متوسط تكلفة النقرة الإعلانيّة المدفوعة بنسبة 7% (وهو أعلى من المتوقّع).
برّرت غوغل خطوتها بسعيها
لـ"تطوير تجربة البحث عبر الهواتف الذكيّة، وجعل تجربتهم أفضل وأسهل
وأسرع"، إذ توضح دراسة أجرتها مؤسّسة فورستر للأبحاث، يتركّز نشاط المستخدم
عبر هاتفه الذكي على عدد من التطبيقات، وهو ينفق 80% من أوقات استعمال
الأجهزة في متابعة أربعة تطبيقات فقط هي فايسبوك وتطبيقات غوغل الأساسيّة
وواتساب وسناب شات.
وتأتي هذه الخطوة ضمن السياسة
التطويريّة التي تتبعها غوغل إرضاءً لمستخدمي الإنترنت، ففي العام الماضي
عمدت الشركة إلى رفع مرتبة المواقع "الودّية"، أي التي تستقطب المتصفحين
بوتيرة أكبر (باتت تمثّل 85% من المواقع في العالم)، كما عزّزت عام 2014
تصنيف المواقع وتشفيراتها. ومن المتوقّع أن تؤثّر هذه العقوبات، في المدى
البعيد، في مطّوري وناشري المواقع الإلكترونيّة كافة (حتى تلك التي لا تملك
نسخاً للهواتف الذكيّة أو غير المشفّرة)، لتجنّب هذا النوع من الإعلانات،
أولاً لكون تصنيف "غوغل" يعدّ المعيار الأهمّ للمواقع، وثانياً لكون غوغل
باعتبارها محرّك البحث الأشهر تساهم بإدخال ملايين الزوّار إلى المواقع
يومياً.
يشار إلى أن مردود الإعلانات
المنبثقة مربحة نسبياً، وخصوصاً أن الإعلانات ما زالت النموذج الأفضل
لتحقيق الإيرادات في المواقع الإلكترونيّة. فبحسب منصّة Google AdWords،
يرتفع الإعلان وفق مقياس متوسط تكلفة النقرة سنوياً، في عام 2013 بلغ 0.92
سنت، وارتفع عام 2014 إلى 1.02 دولار، ووصل إلى 1.58 دولار عام 2015. أمّا
الإعلانات التي تعتمد على التحويلات، فقد ارتفعت من 10.44 دولارات للتحويلة
عام 2013 إلى 30.25 دولارا عام 2014، وصولاً إلى 44.50 دولارا عام 2015.
ولا يختلف الوضع بالنسبة لتكلفة 1000 مشاهدة للإعلانات، إذ ارتفعت من 4.70
دولارات عام 2013 إلى 8.81 دولارات عام 2014، وصولاً إلى 12.07 دولارا عام
2015.