شاب تركي يدعى علي جان أقدمير يعمل
"ذواق ماء"، ومهنته فريدة من نوعها في تركيا، ونادرة في العالم، حيث يتمكن
أقدمير من تصنيف المياه حسب طعمها ومكوناتها المعدنية.
ويقول أقدمير إنه "أول ممارس لهذه المهنة في البلاد، بينما يمارسها في العالم نحو 120 شخصاً فقط".
وأوضح الشاب التركي أن اهتمامه
بتذوق طعم المياه يعود إلى فترة طفولته، وقبل نحو عامين ونصف ركز جل
اهتمامه على تذوق الأطعمة والمياه، وشارك في دورة حول تذوق الماء في مدينة
ميونخ الألمانية.
وأضاف أنه أتم الدورة بنجاح،
وحصل على شهادة من "أكاديمية دويمينس"، الجهة المنظمة للدورة، وبعدها بدأ
العمل في تذوق المياه في تركيا وتصنيفها بحسب المناطق، ويقوم بتحديد نوع
الماء الذي يناسب نوعية الأكل أو المشروبات مثل الشاي والقهوة. ولفت أقدمير
إلى أنه قام بإعداد فهرس بأنواع المياه في تركيا.
وأشار إلى أن "المطاعم الراقية
في أوروبا تقوم بتوظيف متذوقي الماء، حيث يُطلق عليهم لقب "فاين دينينغ"،
إذ يقوم هؤلاء بتقديم الماء للزبون حسب عمره وجنسه والطعام والشراب الذي
طلبه".
وأضاف أن "الماء يُحضر في تلك
المطاعم حسب أنواع أطباق المأكولات"، مبيناً أن "الهدف من ذلك هو أن يحصل
الزبون على أفضل طعم من المأكولات والشراب".
وبيّن أقدمير أن مهنة تذوق الماء غير معروفة في تركيا، وأنه أول ممارس لهذه المهنة في البلاد.
وأردف: "لقد بدأت بتذوق الماء
لبعض الشركات التي أجريت معها لقاءات، إضافة إلى أماكن بيع القهوة التي
أدركت أن الماء المستخدم في إعداد القهوة يؤثر بشكل كبير على طعم القهوة".
وأضاف أن "أهمية الماء يظهر
للعيان عندما ندرك أن الماء يُشكل 95 -98 من الشاي والقهوة"، مشيراً إلى أن
"معدي القهوة بدأوا باستخدام أنواع مختلفة من المياه حسب درجة الحرارة،
وذلك من أجل الوصول إلى أفضل طعم للقهوة".
ولفت إلى أن "هناك طعم مختلف للمياه منها الحلو والمالح والحامض والمر، وتُقدم كل منها بحسب نوع الطعام المطلوب لتتوائم معها".
ولفت أقدمير إلى أن "تعبئة المياه في زجاجات، وفي درجة حرارة معينة، ونوعية القدح الذي سيُشرب فيه، أمر مهم بالنسبة لنوعية الماء".
وقال: "أنا أحدد نوعية الماء
الذي يمكن أن يُقدم مع وجبه الطعام بعد أن أتذوقه مع رئيس الطباخين، وذلك
لتحديد الماء المناسب مع نوعية الطبق، لأن الماء يؤثر بشكل مباشر على طعم
الأكلات".
وأشار أقدمير إلى أن "شركات
تعبئة المياه التي تفكر في تخفيض تكاليف النقل في تركيا، تفضل الينابيع
القريبة من المدن الكبيرة، ولذلك فأن أنواع المياه في تركيا قليلة؛ إذ لا
يتجاوز عددها 10 أنواع، في حين يصل عددها في الولايات المتحدة إلى 50
نوعاً، وفي ألمانيا إلى 500 نوع".
ويوصي المستهلكين بشراء المياه
المعلبة في قناني زجاجية بشكل خاص، وأن يكون درجة حرارته يتراوح ما بين
7-14 درجة، إذ تختلف درجة حرارة الماء المشروب في العالم حسب المناطق.
ولفت إلى أن الثلج الذي يُضاف إلى الماء يؤثر على طعمه، مؤكداً ضرورة أن يكون الثلج من الماء المشروب نفسه.
وأوضح أن المياه الغنية
بالمعادن تكون مغذية، ولذلك فانه يتعين على الأشخاص الذين يقومون بالحمية،
استهلاك المياه ذات المحتوى المعدني المنخفض أو المعتدل.
ويوصي أقدمير بشرب المياه التي
تحتوى على نسبة عالية من الكالسيوم المفيد للعظام، والمياه ذات المحتوى
العالي من المغنيسيوم المفيد للقلب والجهاز العصبي، والمياه ذات المحتوى
المنخفض من المعادن للأطفال، وشرب المياه التي لا تحتوى على الغاز بعد
الوجبات الخفيفة.
ولتسهيل عملية الهضم ينبغي شرب
المياه التي تحتوى على كبريتات أو بيكربونات الصوديوم، وللجمال ينبغي شرب
المياه التي تحتوي على نسبة عالية من السيليكون، حسب أقدمير.