بعد أن أنهت واجباتها المدرسيّة،
إستأذنت "ياسمين" أمّها للسماح لها بالنزول إلى منزل جارتهم لتلعب مع
أولادها كالمعتاد. وافقت الوالدة وطلبت من ابنة العشر سنوات، أن تصطحب معها
شقيقتها التي تصغرها بسنة واحدة لتتسلّى برفقتها. أسرعت الفتاتان إلى
الدرج وركضتا نحو الطابق الثاني. ما إن قرعتا جرس البيت حتّى فتح لهما
الجار متأهّلاً بالجارتين الصغيرتين، مُرحّباً على وجه الخصوص بـ "ياسمين"
طالباً منها الجلوس بقربه على الكنبة.
نادى صاحب الدار على أولاده
الثلاثة (إبنتان وصبيّ) وعلى شقيقة "ياسمين" بعدما دخلوا الغرفة ليلعبوا،
ثمّ أعطى كلّ واحد منهم ألفي ليرة، وطلب منهم أن ينزلوا إلى الدكان في آخر
الشارع ليشتروا كلّ ما يحلوا لهم. نهضت "ياسمين" (اسم مستعار) لتُرافقهم
فتمنّى عليها الـ "عمّو" كما تناديه عادة، أن تبقى لتساعده في توضيب غرفة
الجلوس كون زوجته نزلت إلى السوق. وأعطى شقيقتها مبلغاً إضافيّاً وأفهمها
بضرورة أن تشتري لأختها تماماً كما تشتري لها.
ما إن خلا المنزل من "طفولته
البريئة" حتّى حلّت فيه "غريزة شهوانيّة" لرجل كانت تعتبره السمراء الصغيرة
بمثابة والدها. بسرعة إقترب منها أكثر وعمد إلى ارتكاب أفعال منافية
للحشمة معها حتى قضى وطَره، ثمّ طلب منها أن لا تُخبر أحداً كي لا
"يقتلوها".
تكرّرت أفعال الجار وسط تكتم
تام للفتاة، غير أنّ تصرّفاتها المتوترّة، أثارت شكوك والدتها التي عمدت
إلى إستنطاقها، فصارحتها طفلتها أنّ زوج جارتهم، يقوم بالتحرّش بها داخل
منزله أثناء غياب زوجته. سارعت الأم إلى عرض الفتاة على طبيبين نسائيين حيث
تبيّن أن غشاء البكارة سليماً، وقامت بتقديم شكوى قضائيّة بحقّه. على
الفور، جرى توقيف الجار "ح.ش" واستجوابه حيث أنكر بداية ما أسند إليه، ولدى
مواجهته بالطفلة، إعترف بمداعبتها في منزله بعدما كان يرسل أولاده إلى
الدكان، زاعماً أن ذلك كان يتم برضاها، معترفاً أنّ الأمر استمرّ شهرين.
محكمة الجنايات في جبل لبنان
برئاسة القاضي عبد الرحيم حمّود، أنزلت عقوبة الأشغال الشاقة المؤقّتة
لمدّة 4 سنوات بالمتهم، وخففتها إلى 3 سنوات مع احتساب مدّة توقيفه.