ذكرت التقارير أن حشرات يطلق عليها "الشياطين الحمراء" الصغيرة، تغزو تونس وقد تؤدي إلى أن يخسر مئات الآلاف من الناس سبل عيشهم.
وأشار، مرشد غاربوج، رئيس المجموعة البيئية التونسية، إلى كيفية وصول سوسة النخيل الحمراء إلى تونس لأول مرة.
وقال غاربوج: "يقول بعض الناس،
إن صهر الديكتاتور السابق، بن علي، جلب هذه الأنواع معه، حيث كان معروفا
بجلبه للحيوانات والأشجار الغريبة". هذا ويشير إلى أن المنطقة التي تعاني
من الضرر الأكبر، حيث توجد في قرطاج حول القصر الرئاسي.
ويذكر أن البلاد كانت في خضم
أحداث الثورة خلال الفترة بين كانون الثاني 2010 وكانون الأول 2011، حينما
بدأت أشجار النخيل الكبرى في شوارع ضاحية قرطاج الراقية، بالموت، لتبدأ
العدوى بالانتشار.
وبعد 6 سنوات، وعلى الرغم من ادعاءات الحكومات المتعاقبة بأنها تبذل قصارى جهدها لحل هذه القضية، فإن انتشار المرض ما يزال مستمرا.
ووفقا لوزارة الزراعة، فإن تونس
الأولى عالميا في تصدير التمور، حيث يوجد 5.4 مليون شجرة نخيل داخل تونس،
وفي حين لا تساهم جميعها في تحصيل ناتج الصادرات السنوي، الذي يبلغ 231
مليون دولار، فإن جميع الأشجار معرضة لخطر انتشار السوسة.
واستجابة للأزمة، عقدت وزارة
الزراعة في تونس هذا الشهر، مؤتمرا لمدة 3 أيام، مع السفارة الأميركية
ومجموعة SOS Biaa، لاتخاذ قرار لمكافحة انتشار السوسة.
وتشعر السفارة الأميركية بالقلق
إزاء مخاطر الحشرة، وآثارها المحتملة على تونس والمنطقة. وقال نائب رئيس
البعثة الأميركية، بنيامين مولينغ: "كان التطور الديمقراطي في تونس نموذجا
للعالم العربي بأسره، كما كانت تونس شريكا في الحرب ضد الإرهاب، ومن الصعب
جدا على أي بلد التعاون مع الشركاء الدوليين، إذا كان يكافح الكارثة
الاقتصادية والاضطرابات الداخلية".
واجتمعت بعض السلطات الرائدة في
العالم، التي نجحت في القضاء على سوسة النخيل الحمراء، في تونس. وكان من
بينها المواطن النيوزيلندي، مارك هودل، الذي نجح مع فريقه في جامعة
كاليفورنيا، في القضاء على الآفات في شاطئ لاغونا.
وقال هودل: "على الأرجح أن هذا
أخطر تهديد للحشرات يواجه الصناعة التونسية، حيث تنتشر الحشرة في المناطق
الحضرية ومناطق الإنتاج الزراعي، ما قد يؤدي إلى موت أشجار النخيل، مع نشر
الكثير من الذعر".
وافتتح سمير طيب، وزير الزراعة
التونسي، المؤتمر حيث قال إن معظم إنتاج التمور يحدث في المناطق الأكثر
تهميشا في البلاد، والتي تعاني عادة من ارتفاع معدلات البطالة، فضلا عن
الاضطرابات الاجتماعية، ومن غير الواضح إدراك العمال لتهديد السوسة لمصادر
دخلهم المحدودة.
وقال هودل، إن السوسة لم تصل
بعد إلى المنطقة، كما لن يتم شحن أشجار النخيل المصابة جنوبا، وإذا ظهرت في
الواحات الإنتاجية، فإن علامات العدوى ستبدأ بالظهور في غضون أشهر.
وفي حين تبحث تونس عن الخيارات
المتاحة للتحقق من انتشار السوسة، يجب نشر الوعي العام، مع التأكيد على
ضرورة التعاون للقضاء على الآفة.