ما ستقرأونه في هذه السطور قد يصدمكم، وقد يجعلكم تخافون على أولادكم، وقد
يجعلكم تثورون على أشباه بشر قد تصادفونهم في أيّ مكان تقصدونه، في الشارع
أو المطعم أو المجمّع التجاري. في أيّ مكان...
لم تكن الفتاة الصغيرة، ابنة الثمانية أعوام، تعرف ما ينتظرها في مشوارها
مع شقيقتها التي تكبرها سنّاً، وقد قصدتا معاً مطعما في بيروت لتناول
الغداء، بعد يومٍ دراسيّ. أكلتا وشربتا وضحكتا كثيراً، كعادتهما. أنهيا
طعامهما، لتعودا الى البيت سريعاً فبانتظار الفتاة واجبات مدرسيّة. خرجت
الأخت الكبرى الى أمام المطعم لتنتظر شقيقتها الصغرى التي دخلت الى
الحمّام.
ما هي إلا لحظات قليلة حتى ارتفع من الداخل صراخ الفتاة، وعمّت الفوضى
بعدها في المطعم. ما حصل في الداخل مؤلم ومقرف. عامل التنظيفات، من
الجنسيّة البنغلاديشيّة، نزع سروال الفتاة وحاول الاعتداء عليها بعد تحسّس
أماكن حسّاسة من جسدها. لم ينجح في مهمّته، بل في قرفه. صرخت وأتى من في
المكان لنجدتها.
والنتيجة إدِّعاء والد الفتاة على المطعم وشركة التنظيفات لدى النيابة
العامة، وصدمة كبيرة للطفلة، ابنة الثمانية أعوام، وأيضاً لشقيقتها التي
رأت هول ما حدث وما تعرّضت له شقيقتها.
لسنا نروي ما حدث للتشهير، بل للتوعية. انتبهوا على أطفالكم، في الشارع
وفِي الأماكن العامة. والد الطفلة اختار المواجهة، وكذلك يجب أن يفعل من
يتعرّض للموقف نفسه، فلا يسكت أمام تحرّشٍ بطفلة أو طفل، بفتاةٍ أو بشاب.
فلنذهب بالقانون حتى النهاية، وليعاقب الفاعل. المجرم، هذه المرّة، من
الجنسيّة البنغلاديشيّة، وفيها عمَّال يأتون من بلاد الفقر بحثاً عن لقمة
عيش، وقد يكون في المرّة المقبلة لبنانيّاً أو من أيّ جنسيّة أخرى.
ليست المشكلة في الجنسيّة هنا، بل في المرض، وهو متفشٍّ للأسف.
فلننتبه على أولادنا...