في بادرة لافتة، لا تعكس رقياً
في التفكير شغفاً بالبساطة والاحساس بالآخرين، بل، أكثر من ذلك، تؤسس لثورة
على كل التقاليد الاجتماعية والأعراف المتعلقة ببعض أمور وتحضيرات الزواج،
والتي تحولت بفعل ترسخها في المجتمع العربي إلى ثوابت لا تتزحزح، تثقل
كاهل الناس، وخصوصاً المقبلين على الزواج بما يفوق طاقتهم، وبما يخرج عن
المألوف.
البادرة تتلخص بإعلان الزواج
الذي نشره الطبيبان الأردنيان الدكتور عليان زايد والدكتورة بسمة ياور عبر
صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وجاء في نصه:
"اعلان هام - نحن الدكتور عليان زايد والدكتورة بسمة ياور، وبعد التشاور وأخذ النصيحة من كل من السادة:
الدكتور الوالد محمد عليان زايد
المهندس العم سامي ياور
السيدة الوالدة سهير الخطيب
السيدة الخالة نسرين المجيد
وبعد الاطّلاع على سنة محمد
النبيّ عليه السلام وعلى سيرة أصحابه وآل بيته الكرام، وبعد استعراض واقع
الأمة في السنين الجارية، وبعد الوقوف على الآية القرآنية: "قالوا بل وجدنا
آباءنا كذلك يفعلون" والتي ذُكرت على لسان البعض كمبرر ضعيف لاستمرار
الانسان على النهج المتبع وراثة والمتعارف عليه في المجتمع دون تعريضه
لمجهر المنطق والحاجة والعقل، وبعد اطلاق التوكل على الله تعالى.. قررنا ما
يلي:
أولا: عدم إقامة أي شكل من
أشكال الحفلات المتعارف عليها مجتمعيا حال زواجنا، ويشمل هذا: حفلات
الأعراس، والحنّاء، وسهرات الشباب، والطلبة، والجاهة، والزفّة، وقراء
الغذاء، وسواه.
ثانيا: يُشهر الزواج بإذن الله
تعالى يوم السبت بإقامة غداء لخمسين من الأيتام الفقراء من أموال العروسين،
يحضره الأيتام حصرا دون دعوة العروسين أو أهلهما أو سواهم، تتكفّل
بالتجهيز له جمعية المركز الاسلامي الخيرية في صويلح- الاردن، كما تم
الاتفاق معهم مبدئيا.
ثالثا: نعلن نحن الدكتور عليان
زايد والدكتورة بسمة ياور عن عدم قبولنا القطعي للمبلغ المُهدى عادة
للعروسين والمسمى بالنقوط، فالناس وأبناؤهم أولى بأموالهم منّا، ولرغبتنا
في أن يمر زواجنا مرورا سهلا على كل الأقارب والأصدقاء والزملاء والأحبة
دون تكاليف قد تُتعب كاهلهم أو تقتطع من أرزاقهم أو أوقاتهم.
رابعا: نسأل الأقارب والأصدقاء والزملاء والأحبة أن يدعوا لنا بظهر الغيب بأن يوفقنا الله وأن يسهّل طريقنا وأن يبارك فيما بيننا.
خامسا: صدر عنّا نحن الدكتور
عليان زايد والدكتورة بسمة ياور والسادة الأهل هذا الاعلان بالقصد وبسبق
الاصرار، عامدين أن نكون مثالا يُحتذى للمقبلين على الزواج في مجتمعاتنا
الكريمة، وكان إصرارنا على ذكر محل الإشهار بالتعمّد الواضح لأننا لا
نبتغيها صدقة سرية، بل هي منهاج وسبيل نرسمه لمن يأتي من خلفنا إن شاء
الله…
سادسا: يُرجى نشر هذا المنشور ومشاركتو لتعم الفائدة".
هكذا أطلق الطبيبان الأردنيان،
من دون أن ينتبها ربما، مبادرة خلاقة، لافتة لكل من أراد الخروج عن
التقاليد، لكن بطريقة ايجابية ونافعة.
No comments:
Post a Comment