Monday, September 26, 2016

حرب عالمية ثالثة على أعتاب حلب

دخلت الازمة السورية منعطفًا حادًا، جراء بما يعرف بالحرب العالمية الثالثة الدائرة في حلب. فالقتال هناك لا يبدو على محاور الاحياء الشرقية حيث تشن قوات النظام مع غارات جوية روسية مكثفة، معركتها للسيطرة على الاحياء الشرقية للمدينة والبالغة نحو 22 حيًا هم بقبضة فصائل المعارضة التابعة للجيش السوري الحر، فيما يسيطر "داعش" على جانب من الاحياء الغربية كونها تحمل حيوية عسكرية بالحفاظ على خطوط الامداد نحو عمق حلب، ودلالة إستراتيجية لكون التنظيم يسعى للحفاظ على قوته الميدانية من دون التأثر بالدعاية القائلة بأن التحالف الدولي بصدد هزيمة "داعش" والقضاء عليه إنطلاقًا من محيط حلب ووصولًا إلى الانهيار الشامل في محافظة الرقة.
الغارات المكثفة، كما حدة القتال غير المسبوقة، أطلقت العنان للناشطين السوريين بتشبيه ما يجري الآن إما بحصار موسكو أو بحصار برلين. فحصار "موسكو" عند بداية الشتاء كان بمثابة العد العكسي لتحويل نصر ألمانيا النازية على أعتاب العاصمة الروسية موسكو، حيث بفعل جنرال الثلج الذي راهن عليه ستالين الى جانب عامل الصمود أدى إلى تراجع وتقهقر الجيش الاقوى في الحرب العالمية الثانية في كل أنحاء أوروبا. أما حصار برلين فهو كان الاشارة الاولى لسقوط الرايخ الثالث والقضاء على نظام الزعيم النازي ادلوف هتلر والذي قضى منتحرًا.
حدة القتال إشتدت بعد تعذر الاتفاق الثنائي الاميركي – الروسي حول إتفاق وقف النار أولا تليه مراحل متعددة تنهي عمليًا القتال وتساهم بنقل الصراع الى طاولة المفاوضات، ومن ثم الاتفاق على شكل السلطة الجديدة في سوريا. ففي هذا الاطار تشترط المعارضة مدعومة من دول الخليج وأميركا والمجموعة الاوروبية ضرورة تنحي بشار الاسد، هذا الامر لا تجاهر به الديبلوماسية الروسية بقدر ما تطرح مسألة القضاء على المجموعات المتطرفة كأولوية حاليا، وترك طبيعة النظام وشكله لجولات التفاوض، علمًا أن دوائر القرار الروسية تؤكد أن شرط رحيل الاسد تسعى إليه بعض الاطراف الاقليمية، بل يحملها مسؤولية ما آلت اليه الازمة السورية بعدما راهنت على الجهاد العالمي في إسقاط النظام وفشلت، هذا ما أيقظ "الوحش التكفيري" وعلى الجميع الآن مجابهته وفق تعبير ديبلوماسي روسي.
كالعادة فإنه عند إنسداد الافق يجري اللجوء إلى الوسائل الميدانية في سبيل تحسين الشروط، الامر الذي أوصل إلى مأساة إنسانية جديدة عنوانها "حصار حلب"، والذي يستلزم فكه تفاهم الاطراف الاقليمية والدولية المنخرطة بالقتال السوري، والتي تراهن جميعا وفق الوضع الراهن على فرض واقع ميداني جديد، حتى لو إشتد القتال وتسبب بمأساة إنسانية جديدة.
مصادر في قيادة الجيش السوري الحر شنت هجومًا عنيفًا على روسيا ووصفتها بقوات غزو وإحتلال في سوريا ينبغي دحرها، وكررت مطالبتها بعدم إستهداف المقاتلات الروسية القافلات الانسانية، معتبرة أن صمود حلب سيعطي للعالم مثالا للصمود السوري أمام آلة القتل التي تستهدف الشعب السوري.
كما نفت قيادة الجيش السوري الحر لـ"لبنان 24" إستهداف الطيران الروسي مقرات "داعش" طالما أن فصائل المعارضة السورية خاضت في الماضي معارك ضارية لطرد التنظيم الارهابي. وأضافت "هذه ذريعة باتت مكشوفة. فالنظام مدعومًا من روسيا يشن حملة إبادة شاملة ضد المدنيين في حلب لاجل تسجيل نصر ميداني مهما كان الثمن لدعم معنويات جيش النظام، وما لم يستطع الروس الحصول عليه عبر التفاوض مع الولايات المتحدة الاميركية، يحاولون الآن وبغاراتهم فرضه بالدم والدمار وإبادة الشعب السوري، وبالتالي ليس من خيار أمام شعبنا سوى الصمود مذكرين الجيش الروسي بأساطيره المزعومة عن حصار لينينغراد وموسكو، وحصار "حلب" لن يكون سوى الاشارة الاولى بهزيمتهم النكراء على أرض سوريا".
 
 

No comments:

Post a Comment