منذ بضعة أعوام صنع في مدينة مشهد
بإيران جهاز أتوماتيكي لغسل الأموات، الأمر الذي أثار جدلاً شرعياً
واجتماعياً حول إمكانية تحويل مهمة الغسل والدفن إلى عمل آلي، ففي البداية
قيل إن الجهاز من صنع الصين، الأمر الذي زاد من رفض المجتمع وضع جثث الموتى
في جهاز من صنع غير المسلمين، نظرا لوجود ترتيبات شرعية مرتبطة بنهاية
حياة الإنسان المسلم.
وكانت وسائل إعلام إيرانية أكدت
رفض المراجع لاستخدام مثل هذا الجهاز دون أن تذكر اسم أي من هؤلاء
الرافضين، في حين نقلت وسائل إعلام أخرى آراء وفتاوى مراجع مؤيدة لاستخدام
هذا الجهاز على أن يتم مراعاة الشروط الشرعية.
وكانت وكالة مهر للأنباء
الإيرانية نفت صنع الجهاز في الصين، موضحة أنه عبارة عن مشروع داخلي ينتج
جهاز الغسل في مدينة مشهد الإيرانية.
ونقلت وكالة فارس للأنباء نقلا
عن "محمد بذیرا" مساعد بلدية مشهد التنفيذي في شؤون المقابر قوله: "بما أن
عدد الوفيات في مشهد هو الثاني في إيران بعد طهران، لهذا السبب تم صنع جهاز
لغسل الموتى وبعد استفتاء المراجع بدأت العملية من خلال مشروع قدم لجامعة
فردوسي بمشهد".
عمل واستيعاب الجهاز
ونشر موقع الثقافة والفن التابع
لبلدية العاصمة الإيرانية طهران تقريرا مفصلا حول طريقة عمل جهاز غسل
الموتى جاء فيه: "بإمكان هذا الجهاز أن يغسل ثلاثة موتى خلال ساعة واحدة
وبعض الأجهزة يمكن أن تغسل عشرة موتى في الساعة، حيث يستغرق غسل أي من
الموتى 20 دقيقة تقريبا، ويقوم الجهاز بغسل الميت بشكل دوراني، ويتم فيه
مراعاة كافة مراحل الغسل اليدوي من قبيل استخدام السدر والكافور لغسل
الموتى".
ولكن يبدو أن المجتمع لم يتقبل
هذه الظاهرة الحديثة بسهولة، لأن ذوي الموتى يفضلون أن ينتقل فقيدهم إلى
العالم الآخر، حسب عقديتهم الدينية من خلال ترتيبات شرعية تنفذ على يد بشر
مثلهم وليس بواسطة أجهزة
No comments:
Post a Comment